مخاوف الحرب العالمية الثالثة تتصاعد- أوكرانيا نقطة الاشتعال.
المؤلف: صدقة يحيى فاضل10.24.2025

إن الوضع الراهن في الأراضي الأوكرانية ينذر بالخطر الداهم، حيث تتراكم العوامل التي قد تفضي إلى صدام عالمي مدمر، يخشاه غالبية بني البشر، ألا وهو نشوب الحرب العالمية الثالثة. هذه الحرب، إذا ما اندلعت -لا قدر الله- ستكون بمثابة النزال الأخير الذي تشهده البشرية جمعاء، إذ أنها ستودي بحياة أغلب سكان المعمورة. تعجز الكلمات عن التعبير عن هول الأحداث التي قد تنجم عن حرب نووية محدودة النطاق. فأقل الصراعات النووية تسبب فواجع عظيمة، تلحق الضرر بالبشر والبنى التحتية، فما بالك إذا تحول هذا المحدود إلى صراع شامل، يكتوي بناره جميع الكائنات الحية على وجه الأرض؟
كما هو معلوم للجميع، غزت القوات الروسية أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير لعام ألفين وعشرين، لتشعل فتيل حرب ضروس بين البلدين على الأراضي الأوكرانية الخلابة. وسرعان ما تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مقدماً الدعم المالي والسياسي، فضلاً عن الأسلحة الفتاكة، لأوكرانيا. في البداية، فرضت الولايات المتحدة شرطاً على أوكرانيا يقضي بعدم استهداف الأراضي الروسية، لذا كان مدى معظم الأسلحة المقدمة محدوداً، ولا يصل إلى غرب روسيا. بيد أن الغرب المتنفذ (الناتو) قام مؤخراً بتزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر تطوراً، وصواريخ متوسطة المدى، قادرة على الوصول إلى الأراضي الروسية. هذا الأمر جعل حلف الناتو الطرف الثاني الفاعل في هذه الحرب، بينما تقتصر مهمة أوكرانيا على تلقي الضربات الروسية، التي حولت جزءاً كبيراً من البلاد إلى أنقاض وخرائب. ولا يزال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يعتبر عميلاً للغرب، يتلقى التوجيهات والتعليمات من العاصمة الأمريكية واشنطن.
لقد استوقفتني مقولة لأحد الساسة الروسيين، حيث قال: "إذا قامت الحرب العالمية الثالثة، فإن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالأسلحة البيضاء، والسيوف والدروع". بمعنى أن الحرب ستعيد البشرية إلى العصور الغابرة، نتيجة لاندثار الحضارة الإنسانية. وهناك سياسي آخر يرى أنه "إذا اندلعت الحرب العالمية الثالثة، فلن تقوم حرب عالمية رابعة"، قاصداً بذلك الفناء شبه الكامل للجنس البشري.
العلاقة بين حلف الناتو وروسيا تتسم دائماً بالتوتر والريبة، ويسودها الحذر والقلق الدائم. ويؤكد الخبراء أن هذه العلاقة قد دخلت منعطفاً جديداً بالغ الخطورة، وذلك عقب قمة الناتو التي عقدت في واشنطن، وبعد قرار الحلف بنشر صواريخه في الأراضي الألمانية. كما أكد الناتو في بيانه الختامي أن روسيا تمثل تهديداً متزايداً لدول الحلف، وتعهدت دوله بتقديم أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا، على الرغم من تأكيد الحلف في بيانه الختامي على عدم وجود رغبة لديه في الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا. وقد كان رد الفعل الروسي على هذه التطورات حاداً وقوياً، حيث أعادت روسيا صياغة عقيدتها النووية، بما يسمح للدولة النووية بضرب دولة غير نووية، إذا تلقت الأخيرة مساعدة من دولة نووية أخرى.
ويعتبر أبرز ما نتج عن اجتماع الناتو الأخير في واشنطن من قرارات، هو نشر صواريخ باليستية نووية أمريكية طويلة المدى في ألمانيا، بالقرب من الحدود الروسية، وذلك ابتداءً من عام ألفين وستة وعشرين. وتشمل هذه الصواريخ طراز "إس إم-6" و"توما هوك"، بالإضافة إلى أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وذات مدى أبعد من تلك الأسلحة التي تمتلكها القوى الأوروبية في الوقت الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية وإطلاقها.
وقد أشاد المؤيدون لهذا القرار، معتبرين إياه "يعزز أمن القارة الأوروبية"، في حين أثار هذا القرار استياء وغضب روسيا وحلفائها. وأشار المنتقدون، بمن فيهم سياسيون ألمان وأطلسيون، إلى الغضب الروسي المتوقع، معتبرين أن هذا القرار يمثل استفزازاً كبيراً، يستدعي رداً مناسباً. وغالباً ما سيؤدي ذلك إلى إطلاق سباق تسلح جديد، يشكل خطراً على جميع الأطراف المعنية. وتعتبر ألمانيا إحدى الدول العديدة التي تستضيف قواعد وأسلحة نووية أمريكية (تابعة لحلف الناتو). وهناك معارضة ألمانية داخلية لهذا الانتشار النووي. وقد تسبب هذا القرار في حدوث توترات جديدة داخل الائتلاف الألماني الحاكم حالياً، الذي يرأسه المستشار أولاف شولتز.
تظل الأزمة الأوكرانية هي القضية الأكثر خطورة على السلم والأمن الدوليين في الوقت الراهن، حتى إشعار آخر. فالغرب يطمح إلى ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، وتحقيق الانتصار في حربها ضد روسيا، بينما تسعى روسيا إلى ضم المناطق الخمس (الروسية-الأوكرانية) إلى روسيا بشكل نهائي، وتحويل ما تبقى من أوكرانيا إلى دولة محايدة، لا يمكنها، بحكم موقعها الجغرافي، الانضمام إلى حلف الناتو، الذي يعتبر العدو اللدود لروسيا. فالغرب المتنفذ، المتمثل في حلف الناتو، يتدخل بشكل سافر في هذا الصراع، ويحارب روسيا بالوكالة، على الرغم من تأكيده المتكرر على عدم رغبته في الاصطدام المباشر مع روسيا. هذا الاصطدام (المحتمل)، الذي يعني -إذا ما وقع، لا قدر الله- قيام كارثة الحرب العالمية الثالثة.
تكاد هذه الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الثالث، ولا تلوح في الأفق أية بوادر تشير إلى قرب نهايتها، بل إن المؤشرات تدل على عكس ذلك تماماً. ويبدو أن هناك ثلاثة احتمالات رئيسية لهذه الحرب في المدى القصير؛ إما أن تستمر لأشهر أخرى، أو يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المعنية، أو أن تتفاقم الأوضاع، لتتسبب في كارثة حرب عالمية ثالثة وأخيرة. وما نشهده من تصعيدات هائلة وخطيرة، ربما يعجل بدفع أطراف هذا الصراع إلى التفاوض والتوصل إلى حل سلمي، ينهي النزاع أو يقلص من حدته، ويقي البشرية ويلات الدمار النووي. ولكن يبدو أن الطرفين أبعد ما يكونان، بعد كل ما حدث، عن التوصل إلى حل سلمي، بل أصبحا أقرب إلى الاشتباك المباشر، والوصول إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، خاصة إذا استمر عنادهما وتصلبهما، وإصرارهما على فرض مواقفهما المتناقضة تماماً، شكلاً ومضموناً.
تريد روسيا الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها، والتي تشمل المقاطعات الأربع وشبه جزيرة القرم، وتطالب بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو. في المقابل، يطالب الغرب بانسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي "الأوكرانية"، وضم أوكرانيا إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وهذا يؤكد أن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين (روسيا والغرب) على حل سلمي لهذا المأزق الدولي الخطير، يمكن اعتباره الآن في عداد المستحيلات.
كما هو معلوم للجميع، غزت القوات الروسية أوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير لعام ألفين وعشرين، لتشعل فتيل حرب ضروس بين البلدين على الأراضي الأوكرانية الخلابة. وسرعان ما تدخل حلف شمال الأطلسي (الناتو) بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، مقدماً الدعم المالي والسياسي، فضلاً عن الأسلحة الفتاكة، لأوكرانيا. في البداية، فرضت الولايات المتحدة شرطاً على أوكرانيا يقضي بعدم استهداف الأراضي الروسية، لذا كان مدى معظم الأسلحة المقدمة محدوداً، ولا يصل إلى غرب روسيا. بيد أن الغرب المتنفذ (الناتو) قام مؤخراً بتزويد أوكرانيا بأسلحة أكثر تطوراً، وصواريخ متوسطة المدى، قادرة على الوصول إلى الأراضي الروسية. هذا الأمر جعل حلف الناتو الطرف الثاني الفاعل في هذه الحرب، بينما تقتصر مهمة أوكرانيا على تلقي الضربات الروسية، التي حولت جزءاً كبيراً من البلاد إلى أنقاض وخرائب. ولا يزال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي يعتبر عميلاً للغرب، يتلقى التوجيهات والتعليمات من العاصمة الأمريكية واشنطن.
لقد استوقفتني مقولة لأحد الساسة الروسيين، حيث قال: "إذا قامت الحرب العالمية الثالثة، فإن الحرب العالمية الرابعة ستُخاض بالأسلحة البيضاء، والسيوف والدروع". بمعنى أن الحرب ستعيد البشرية إلى العصور الغابرة، نتيجة لاندثار الحضارة الإنسانية. وهناك سياسي آخر يرى أنه "إذا اندلعت الحرب العالمية الثالثة، فلن تقوم حرب عالمية رابعة"، قاصداً بذلك الفناء شبه الكامل للجنس البشري.
العلاقة بين حلف الناتو وروسيا تتسم دائماً بالتوتر والريبة، ويسودها الحذر والقلق الدائم. ويؤكد الخبراء أن هذه العلاقة قد دخلت منعطفاً جديداً بالغ الخطورة، وذلك عقب قمة الناتو التي عقدت في واشنطن، وبعد قرار الحلف بنشر صواريخه في الأراضي الألمانية. كما أكد الناتو في بيانه الختامي أن روسيا تمثل تهديداً متزايداً لدول الحلف، وتعهدت دوله بتقديم أكبر قدر ممكن من الدعم لأوكرانيا، على الرغم من تأكيد الحلف في بيانه الختامي على عدم وجود رغبة لديه في الدخول في مواجهة مباشرة مع روسيا. وقد كان رد الفعل الروسي على هذه التطورات حاداً وقوياً، حيث أعادت روسيا صياغة عقيدتها النووية، بما يسمح للدولة النووية بضرب دولة غير نووية، إذا تلقت الأخيرة مساعدة من دولة نووية أخرى.
ويعتبر أبرز ما نتج عن اجتماع الناتو الأخير في واشنطن من قرارات، هو نشر صواريخ باليستية نووية أمريكية طويلة المدى في ألمانيا، بالقرب من الحدود الروسية، وذلك ابتداءً من عام ألفين وستة وعشرين. وتشمل هذه الصواريخ طراز "إس إم-6" و"توما هوك"، بالإضافة إلى أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت، وذات مدى أبعد من تلك الأسلحة التي تمتلكها القوى الأوروبية في الوقت الحالي. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية وإطلاقها.
وقد أشاد المؤيدون لهذا القرار، معتبرين إياه "يعزز أمن القارة الأوروبية"، في حين أثار هذا القرار استياء وغضب روسيا وحلفائها. وأشار المنتقدون، بمن فيهم سياسيون ألمان وأطلسيون، إلى الغضب الروسي المتوقع، معتبرين أن هذا القرار يمثل استفزازاً كبيراً، يستدعي رداً مناسباً. وغالباً ما سيؤدي ذلك إلى إطلاق سباق تسلح جديد، يشكل خطراً على جميع الأطراف المعنية. وتعتبر ألمانيا إحدى الدول العديدة التي تستضيف قواعد وأسلحة نووية أمريكية (تابعة لحلف الناتو). وهناك معارضة ألمانية داخلية لهذا الانتشار النووي. وقد تسبب هذا القرار في حدوث توترات جديدة داخل الائتلاف الألماني الحاكم حالياً، الذي يرأسه المستشار أولاف شولتز.
تظل الأزمة الأوكرانية هي القضية الأكثر خطورة على السلم والأمن الدوليين في الوقت الراهن، حتى إشعار آخر. فالغرب يطمح إلى ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، وتحقيق الانتصار في حربها ضد روسيا، بينما تسعى روسيا إلى ضم المناطق الخمس (الروسية-الأوكرانية) إلى روسيا بشكل نهائي، وتحويل ما تبقى من أوكرانيا إلى دولة محايدة، لا يمكنها، بحكم موقعها الجغرافي، الانضمام إلى حلف الناتو، الذي يعتبر العدو اللدود لروسيا. فالغرب المتنفذ، المتمثل في حلف الناتو، يتدخل بشكل سافر في هذا الصراع، ويحارب روسيا بالوكالة، على الرغم من تأكيده المتكرر على عدم رغبته في الاصطدام المباشر مع روسيا. هذا الاصطدام (المحتمل)، الذي يعني -إذا ما وقع، لا قدر الله- قيام كارثة الحرب العالمية الثالثة.
تكاد هذه الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الثالث، ولا تلوح في الأفق أية بوادر تشير إلى قرب نهايتها، بل إن المؤشرات تدل على عكس ذلك تماماً. ويبدو أن هناك ثلاثة احتمالات رئيسية لهذه الحرب في المدى القصير؛ إما أن تستمر لأشهر أخرى، أو يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين الأطراف المعنية، أو أن تتفاقم الأوضاع، لتتسبب في كارثة حرب عالمية ثالثة وأخيرة. وما نشهده من تصعيدات هائلة وخطيرة، ربما يعجل بدفع أطراف هذا الصراع إلى التفاوض والتوصل إلى حل سلمي، ينهي النزاع أو يقلص من حدته، ويقي البشرية ويلات الدمار النووي. ولكن يبدو أن الطرفين أبعد ما يكونان، بعد كل ما حدث، عن التوصل إلى حل سلمي، بل أصبحا أقرب إلى الاشتباك المباشر، والوصول إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها، خاصة إذا استمر عنادهما وتصلبهما، وإصرارهما على فرض مواقفهما المتناقضة تماماً، شكلاً ومضموناً.
تريد روسيا الاحتفاظ بالأراضي التي احتلتها، والتي تشمل المقاطعات الأربع وشبه جزيرة القرم، وتطالب بعدم انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو. في المقابل، يطالب الغرب بانسحاب القوات الروسية من جميع الأراضي "الأوكرانية"، وضم أوكرانيا إلى كل من الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. وهذا يؤكد أن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين (روسيا والغرب) على حل سلمي لهذا المأزق الدولي الخطير، يمكن اعتباره الآن في عداد المستحيلات.
